3261 مريضاً في مدينة إسنا و2911 في قوص والمرضي: نتمني الموت كل لحظة لأن وجودنا غير مرغوب فيه
يعتبر الجذام أحد أهم الأمراض الجلدية الخطيرة، وتشهد محافظات الصعيد انتشاراً واسعاً لهذا المرض خلال الخمسين عاماً الأخيرة وتعتبر محافظة قنا وحدها صاحبة أكبر المناطق إصابة به، حيث تستحوذ علي حوالي 14% من إجمالي أعداد المرضي في مصر.
وينتشر هذا المرض في مراكز نجع حمادي، وقوص ومدينتي إسنا وأرمنت المنضمتين حديثاً لمحافظة الأقصر.
وتشير الأبحاث الطبية في مجال الطب الوقائي إلي أن لهذا المرض أسبابا مساعدة في انتشاره لعل أهمها سوء التغذية وما يصاحبه من تدهور في الحالة الصحية.
يصيب المرض غالباً الجلد أو الأعصاب وربما كليهما في أماكن مختلفة وينتقل عن طريق الاستنشاق أو الطعام والتلامس الجلدي أو الغشاء المخاطي.
ويرجع انتشار المرض في الصعيد إلي تدني مستويات الصحة العامة، حيث السكن غير المناسب وانخفاض الاهتمام الصحي، وسوء التغذية، إلي جانب الاختلاط لفترات طويلة بمرضي بنفس المرض.
وعدم علاج الجذام في مراحله الأولي يؤدي لعواقب خطيرة غالباً ما تتمثل في إحداث تلف مرحلي ودائم للجلد والأعصاب والأطراف والعيون ويؤكد الباحث أن طرق مقاومة الجذام يجب أن تكون عن طريق خطة قومية نظراً لخطورته، فكل ما يحدث من جانب الدولة مجرد ندوات وتوعية بالمرض وعلاج لا يرتقي لمستوي مواجهته، وتلك الجوانب ليست كافية للقضاء علي المرض.
الدكتور أيمن عبدالمنعم، وكيل وزارة الصحة بقنا، أشار إلي جهود الدولة في مواجهة الجذام من خلال حملات طبية دائمة تقوم بها مديرية الشئون الصحية بقنا في المناطق المصابة بالمرض.
مدينتا إسنا وقوص تعتبران أكثر مراكز المحافظة إصابة بالمرض فينتشر في مركز إسنا وحدها أكثر من 3261 مريضا، حسب آخر إحصائيات مركز الإعلام الصحي بينما يصاب أكثر من 2911 شخصا في مركز قوص منتشرين بقري الجمالية وجراجوص وشنهور.. بعضهم في حالات من الدرجة الأولي في المرض والآخرون في طور العلاج.
مريم محسن ـ ربة منزل ـ مريضة بالجذام لأكثر من 11 عاماً قالت: «المرض والصحة من عند الله ولكنني أشعر بالضيق وأحياناً أتمني الموت لاشمئزاز أولادي وحتي زوجي عندما ينظرون إلي يدي ووجهي منذ إصابتي بالمرض، ولم تفلح جهود العلاج معي في شيء».
ويواصل محمد سيد «48 عاماً» ـ موظف بالمحليات: المرض ينتشر بسرعة شديدة فهو معد لدرجة لا يتصورها أحد فأنا وابن لي بالجامعة مصابان به وكثير من مرضي الجذام يشعرون بالكآبة والعزلة النفسية لشعورهم بعدم رغبة الناس في الجلوس معهم لمناظر وجههم وأطرافهم وخوف الآخرين من العدوي
يوسف أبوالوفا نقلا عن جريدة الدستور